الفردوس المفقود
2 participants
Page 1 sur 1
الفردوس المفقود
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
يمزق الدهر حتما كل سابغة إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضى كل سيف للفناء ولو كان ابن ذى يزن والغمد غمدان
أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ = وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟= وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسانُ
وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ= وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟
أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ = حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا
لو صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ = كما حَكى عن الطيف وسنانُ
دارالزمان على دارا وقاتله_ وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب_ يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة= وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها= وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ
دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ = هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ
أصابها العين فى الاسلام فامتحنت _حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية _وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم_ من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه _ونهرها العذب فياض وملان
قواعد كن أركان البلاد فما _عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ = كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
عَلى ديارٍ من الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما = فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ = حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ
ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة = إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وما شيا مرحا يلهيه موطنه أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها = وما لها من طوال الدهر نسيانُ
ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة =كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ
وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة = كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ
أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ =فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ
مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ = وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ
ألا نُـفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ = أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ= أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم =واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدان
فلو تراهم حيارى لادليل لهم _عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم_ لهالك الأمر واستهوتك أحزانُ
يارب أم وطفل حيل بينهما _كما تفرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت_ كأنما هى ياقوتة ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة_ والعين باكية والقلب حيران
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ = إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ
أبوعلام- Messages : 18
Points : 51
Date d'inscription : 08/02/2011
Age : 36
Localisation : أدب عربى
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum
|
|